للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونقل صاحب (عون المعبود) عن الداودي قوله: (أمة أمية: لم تأخذ عن كتب الأمم قبلها، إنما أخذت عما جاءها به الوحي من الله عز وجل) (١).

والمسلمون لهم كتاب يقرءونه، وإنما سموا (أميين) لأحد ثلاثة أسباب:

(أ) إما نسبة إلى (أم الكتاب) وهي سورة الفاتحة.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: (إنما قيل أميون، لنزول الكتاب عليهم، كأنهم نسبوا إلى أم الكتاب) (٢).

(ب) وإما نسبة إلى (النبي الأمي)، فسميت هذه الأمة المسلمة بـ (الأمة الأمية)، نسبة إلى رسولها النبي الأمي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهذا ما ذهب إليه الشيخ ناصر الدين الألباني (٣).

(جـ) وإما لأنهم لم يعتمدوا في حفظ دينهم وكتابهم، على كتابتهم له، بل على حفظهم له في صدورهم، ولذا وصفوا من دون أتباع الأديان الأخرى، بأنهم الذين تكون أناجيلهم في قلوبهم، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث قال:

(فلما نزل القرآن عليهم، لم يبقوا أميين باعتبار أنهم لا يقرءون كتابا من حفظهم، بل هم يقرءون القرآن من حفظهم، وأناجيلهم في صدورهم، لكن بقوا أميين باعتبار أنهم لا يحتاجون إلى كتابة دينهم، بل قرآنهم محفوظ في قلوبهم، فأمتنا ليست مثل


(١) عون المعبود ٦/ ٤٣٣.
(٢) نقله الشوكاني في فتح القدير ١/ ١٠٤.
(٣) قال ذلك في شرط مسجل له، من سلسلة أشرطة اللقاء بينه وبين أبي إسحاق الحويني.