للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويصبر فبذلك تكفر سيئاته كما بين ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة منها: ما روته عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها (١)» وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما يصيب المسلم من نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن خطاياه (٢)». وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟ قال: «الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة (٣)».

فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن المصائب والفتن التي تصيب المؤمن أنها من الله، حيث لا يقع في الكون كائن بغير مشيئته الحكمية،


(١) البخاري: ٧/ ٢ كتاب المرضى باب ما جاء في كفارة المرضى، صحيح مسلم: ٤/ ١٩٩٢ كتاب البر باب ثواب المؤمن فيما يصيبه كما أخرجه الترمذي ومالك وأحمد.
(٢) صحيح البخاري: ٧/ ٢ كتاب المرضى باب ما جاء في كفارة المرضى واللفظ له، صحيح مسلم: ٤/ ١٩٩٢ كتاب البر باب ثواب المؤمن فيما يصيبه.
(٣) مسند أحمد: ١/ ١٧٢ بهذا اللفظ: ١/ ١٧٢، ١٨٠، ١٨٥، سنن الترمذي: ٤/ ٦٠١ كتاب الزهد باب ٥٦ وقال: هذا حديث حسن صحيح، سنن ابن ماجه: ٢/ ١٣٣٤ كتاب الفتن باب الصبر على البلاء: ٢٣ السنن الكبرى للبيهقي: ٣/ ٣٧٤، المستدرك: ١/ ٤١، المنتخب لعبد بن حميد: ١/ ١٨٠ سنن الدارمي: ٢/ ٢٢٨ باب في أشد الناس بلاء.