للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الجهاد وغيره.

وعن أبي بريدة قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين - رضي الله عنهما - عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله:، فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما (٢)».

والإنسان بطبعه يحب الجاه والأموال والأولاد والرياسة فهذه من الأحباب التي قد يفتتن بها الإنسان وهي من متاع الحياة الدنيا الزائل لذلك حذرنا الله من الدنيا عموما فقال سبحانه: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (٣).

ومن فتن الشهوات: فتنة الجاه وحب التعالي كما امتنع بعض كفار قريش عن الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - جحدا لرسالته مع اعترافهم بها بقرارة أنفسهم كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ} (٤). والجحود لا يكون إلا بعد المعرفة (٥). وكان من


(١) تقدم تخريجه.
(٢) سورة الأنفال الآية ٢٨ (١) {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}
(٣) سورة العنكبوت الآية ٦٤
(٤) سورة العنكبوت الآية ٤٧
(٥) انظر تفسير الطبري ٢١/ ٤.