اشتد الصراع بينه وبين الشرك وما يمثله من انحطاط في الفكر الإنساني والسلوك البشري الذي يظهر في السجود لحاكم أو رجل دين أو حجر أو شجر أو فلك، ذلك الانحطاط الذي ينتج عنه أن الغرائز في الإنسان تتحكم في مسيرته، لا مقياس عنده يقيس به الأمور ولا حلال ولا حرام، وإنما كل أمر مباح من قتل نفس أو ظلم إنسان أو أكل مال حرام، أو استعباد نفس وإذلال للخلق، فلا عجب أن ظهرت الطبقية العرقية الممثلة في السادة والعبيد والأشراف والسوقة، والطبقية الاقتصادية الممثلة في تجارة الربا وأكل أموال الناس بالباطل واستغلال حاجة الآخرين للإثراء غير المشروع، والطبقية الدينية بحيث يصبح الدين وفهمه احتكارا على طبقة معينة وناس مخصوصين يستغلون جهل الناس ويطلبون منهم أن يعبدوهم، ويطلبون منهم تقديم النذور والقرابين لهم ولما يمثلون.