للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: قال الله: هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: قال الله: هذه لعبدي ولعبدي ما سأل (٥)».

وبهذا تبين أنه مصيب في قوله: إن أول سورة الفاتحة إلى آخر آية: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٦) في التوحيد. ثانيا: دعواه أن بقية السورة في إثبات التقليد غير صحيحة، ولم يثبت ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين فيما نعلم رضي الله عنهم، بل القول بدلالتها على إثبات التقليد تحريف للمراد بهذه الآيات وقول على الله بغير علم، وإنما المراد منها تعليم العباد كيف يدعون ربهم، ويطلبون منه إرشادهم إلى طريق الحق والصراط المستقيم، وتوفيقهم لاتباعه: عقيدة وقولا، وأن يجنبهم طريق من غضب الله عليهم، وهم الذين عرفوا الحق وأعرضوا عنه كاليهود، وطريق من ضل عن الحق وعميت بصائرهم فلم يتبعوه كالنصارى.

وبذلك يتبين أن الاستدلال بهذه الآيات على إثبات التقليد من باب التفسير بمحض الرأي قول على الله بغير علم وهو حرام،


(١) سورة الفاتحة الآية ٢ (٨) {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
(٢) سورة الفاتحة الآية ٣ (١) {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
(٣) سورة الفاتحة الآية ٥ (٢) {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
(٤) سورة الفاتحة الآية ٦ (٣) {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
(٥) سورة الفاتحة الآية ٧ (٤) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
(٦) سورة الفاتحة الآية ٥