أو الطبيعة (الآفاق والأنفس)، وكذلك العقل وسيلة ثانية، فإن كلا منهما لا يستطيع أن يعمل في مجال عالم الغيب - والإيمان به من أركان العقيدة الإسلامية - ولذلك فإن المصدر الذي نستقي منه العقيدة، ينبغي أن يكون مصدرا صحيحا ثابتا موثوقا، لا يخطئ ولا ينحرف. وإذا كان العقل البشري محدودا وقاصرا، فإن الفطرة - وهي طريق صحيح ومصدر معتبر في ذلك - قد يطرأ عليها ما يغشيها ويحرفها عن صوابها، فتحتاج إلى ما يجلوها ويصحح مسارها ويمنعها من الانحراف، وذلكم هو الوحي (القرآن والسنة) الذي تكفل الله تعالى بإنزاله هداية للناس ورحمة بهم (١).
وفي هذا البحث نعرض لمصادر العقيدة الإسلامية وهي: الكتاب والسنة، مع بيان منزلة العقل ودوره، وأنه مؤيد لا يستقل بمعرفة أصول العقيدة على وجه التفصيل.
(١) انظر عالم الغيب والشهادة في التصور الإسلامي ص (٢١ - ٤١) تأليف عثمان جمعة ضميرية.