وقائع مختلفة، من كونه مقربا إلى الله زلفى، أو كونه ولدا، أو غير ذلك من أنواع الدعاوى الفاسدة.
والثاني: تقرير النبوة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنه رسول الله إليهم جميعا، صادق فيما جاء به من عند الله. وهذا المعنى وارد على وجوه أيضا كإثبات كونه رسولا حقا، ونفي ما ادعوه عليه من أنه كاذب، أو ساحر، أو مجنون، أو يعلمه بشر، أو ما أشبه ذلك من كفرهم وعنادهم.
والثالث: إثبات أمر البعث والدار الآخرة، وأنه حق لا ريب فيه، بالأدلة الواضحة، والرد على من أنكر ذلك بكل وجه يمكن الكافر إنكاره به، فرد بكل وجه يلزم الحجة، ويبكت الخصم ويوضح الأمر.
فهذه المعاني الثلاثة هي التي اشتمل عليها المنزل من القرآن بمكة في عامة الأمر، وما ظهر- ببادئ الرأي- خروجه عنها فراجع إليها في محصول الأمر.
ويتبع ذلك: الترغيب والترهيب، والأمثال والقصص، وذكر الجنة والنار، ووصف يوم القيامة، وأشباه ذلك) (١).
وإذا كانت العقيدة هي الموضوع الأساسي الرئيس في السور المكية، فإنها كذلك موضوع رئيس في السور المدنية التي نزلت لتعالج قضايا تشريعية تعرض من خلال هذه العقيدة ومقتضى الإيمان بالله تعالى، كما ألمحنا إليه فيما سبق.