للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهاية ما يمنح العبد من الخير المؤدي إلى صلاح الدنيا والآخرة. ولذلك جعل اسما للعقل الذي انتهى من الأمور الحسية إلى معرفة الأمور المعنوية، ومن هنا أحيل أربابه إلى تدبر معاني المحسات، في قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} (١)، {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} (٢) {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} (٣).

ويمكن أن يقال: إنها تفيد أن الموصوف بها يصح أن ينتهى إلى رأيه.

٢ - الحجر: وأصله من الحجر، وهو المنع لأنه يحجر صاحبه ويمنعه عن ارتكاب ما نهي عنه، وعلى ذلك قوله تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} (٤).

٣ - الحجى: وهو ثبات العقل، مأخوذ من قولهم: تحجي بالمكان، إذا أقام فيه. أو من قولهم: حجاه، أي: قطعه، ومنه: الأحجية.

وسمي بذلك لإصابة الحجة به، والاستظهار على جميع المعاني، أو لكونه قاطعا للإنسان عن القبيح.


(١) سورة طه الآية ١٢٨
(٢) سورة طه الآية ٥٣
(٣) سورة طه الآية ٥٤
(٤) سورة الفجر الآية ٥