وكذا لو روى الصحابي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه منه، بل سمعه من صحابي آخر، ولكن أسقطه، فهذا كله مرسل.
ولما كان التابعون رضي الله عنهم منهم من رأى جمعا غفيرا جدا من الصحابة رضي الله عنهم، وهؤلاء من كبار التابعين، ومنهم من رأى عددا محدودا منهم، وهؤلاء هم صغار التابعين، فقد اختلف حكم الشافعي رضي الله عنه بالنسبة لمرسل التابعي الكبير ومرسل التابعي الصغير، وكذا بالنسبة لمرسل الصحابي، فقد رد مرسل التابعي الصغير، وقبل مرسل الصحابي، وقبل مرسل التابعي الكبير بشروط.
ولما كان قد اشتهر أن الإمام الشافعي رحمه الله - يأخذ بمرسلات سعيد بن المسيب رضي الله عنه، فقد أحببت أن أبين اختلاف حكمه بالنسبة لمرسل الصحابي ثم مرسل التابعي الكبير ثم مرسل التابعي الصغير، ثم أحرر القول فيما اشتهر من أخذه بمرسل سعيد - رحمه الله - بعد أن أشير إلى حالة قبول المرسل أو رده قبل الإمام الشافعي رحمه الله.