والبحث في هذا نجده مفصلا عند علماء الأصول في مبحث الأهلية وعوارضها أو في مبحث المحكوم عليه.
ولذلك شرع الإسلام من الأحكام ما يحافظ فيها على العقل باعتباره واحدا من الضروريات الخمس، التي أنزلت الشرائع للمحافظة عليها، وهي: الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال.
فأوجب الإسلام العلم، وكل ما به قوام الحياة، وهي تعود على العقل بالحفظ، وحرم كل ما يذهب العقل أو يزيله، كالخمر والمخدرات وسائر المسكرات، ولأنها تصيب العقل بآفة تجعل صاحبه عبئا على المجتمع ومصدر شر وأذى للناس.
ويحث الإسلام العقل على العمل فيما خلق له، وفي المجال الذي يستطيعه، فلا يجوز إهماله ولا تعطيله، فهو يحث على النظر والتدبر والتأمل والتفكر في آيات الله تعالى المقرؤة، والمنظورة في الأنفس والآفاق وفي مجال عالم الشهادة. والآيات في ذلك كثيرة تعز على الحصر.
ويرسم الإسلام للعقل المنهج الصحيح للعمل والتفكير، ويرفع من أمامه العوائق والموانع التي تعطله عن وظيفته كاتباع الظن والأوهام والخرافة، أو الخضوع لسيطرة العادات والتقاليد،
(١) أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والدارقطني وصححه الحاكم وابن خزيمة. وانظر: صحيح الجامع الصغير للألباني، برقم (٣٥١٤).