للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدلولات اللغوية والاصطلاحية للنص " (١).

ويؤكد هذا المعنى ويزيده وضوحا فيقول:

(إن العقل البشري ليس هو الذي يصنع مقومات التصور الإسلامي- كما هو الحال في الفلسفة- إنما هو الذي "يتلقاها"، من مصدرها الرباني، و"يدركها" صحيحة، حين يتلقاها وهو متجرد من أية "مقررات " سابقة في هذا الباب- سواء من مقولاته الذاتية، أومن مقولات العقائد المحرفة، ولو كان لها أصل رباني- وعليه أن يتقيد فيما يتلقاه من ذلك المصدر الصحيح بالمدلول اللغوي أو الاصطلاحي للنص الذي وردت فيه هذه المقومات - بدون تأويل- ما دام النص محكما. وأن يصوغ من هذا المدلول مقرراته هو ومنهجه في النظر أيضا. فليس له أن يرفض هذا المدلول أو يؤوله - متى كان متعينا من النص - بحجة أنه غريب عليه أو صعب التصور عنده، أو أن منطقه لا يقره! فهو- أي العقل البشري- ليس حكما في صحة هذا المدلول أو عدم صحته- في عالم الحقيقة والواقع- إنما هو حكم فقط في دلالة النص على مدلوله- وفق المفهوم اللغوي أو الاصطلاحي للنص- وما دل عليه النص فهو صحيح، وهو الحقيقة، سواء كان من مألوفات هذا العقل ومسلماته أم لم يكن. . ويستوي في هذه القاعدة العقيدة والشريعة: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٢).


(١) في ظلال القرآن، المجلد الثاني ص (٨٠٧).
(٢) سورة الحشر الآية ٧