الطريق، جاء بالخبط والتخليط الذي لم يستقم قط في تاريخ الفكر البشري. . يستوي في الخبط والتخليط تلك الجاهليات الوثنية التي انحرفت عما جاء به الرسل- صلوات الله وسلامه عليهم- والجاهليات اللاهوتية التي أدخلت على الأصل الرباني الإضافات والتأويلات التي اصطنعها الحقل البشري- وفق مقولاته الذاتية- أو اقتبسها من الفسلفة، وهي من مقولات هذا العقل أصلا. والجاهليات الفلسفية التي استقل الفكر البشري بصنعها، أو أضاف إليها تأثرات من الديانات السماوية!).
(ولقد حدث في تاريخ الفكر والاعتقاد أن أخذ بعض "المعتقدين " لعقيدتهم من الفلسفة. وأن أخذ بعض "الفلاسفة" لفلسفتهم من العقيدة. . وكان من وراء هذا وذلك ظاهرة لم تتخلف قط. . أنه حيثما أخذت الفلسفة من العقيدة أفادت واهتدت إلى بعض جوانب الحقيقة. وحيثما أخذت العقيدة من الفلسفة-خسرت وأصيبت بالتخليط والانحراف والتعقيد!)
ولا تبدو هذه الظاهرة واضحة كما تبدو تلك الصورة المعقدة الكئيبة التي تسمى:"الفلسفة الإسلامية" أو في "علم الكلام ". . . البعيدة عن طبيعة التصور الإسلامي، وعن طبيعة المنهج الإسلامي! ذلك عندما شاء ناس من "المسلمين " أن يخلطوا التصور الإسلامي بمقولات الفلسفة! وأن يعقدوا المنهج الإسلامي بمنهج الفلسفة!) (١)
(١) مقومات التصور الإسلامي، مقتطفات من ص (٤٥ - ٤٨).