للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبيله لأنه واحد كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} (١) واتباع الهوى من أكبر الأسباب في رد الحق والتكبر عليه والإقامة على الباطل والتشبث به كما قال سبحانه: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} (٢).

وقال أبو العالية: (وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء)، ومن هنا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من اتباعه فقال: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به (٣)».

ثالثا: اتباع وساوس الشيطان والشيطان عدو لبني آدم كما أخبر الله بذلك بقوله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (٤) وهو لا يألوا جهدا في إضلالهم كما قال سبحانه: {إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} (٥)، وقال تعالى: {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} (٦)، وحذرنا الله من اتباع طرقه ووساوسه فقال: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (٧) وأوضح لنا أن التفرق والاختلاف ما هو إلا حبيلة من


(١) سورة الأنعام الآية ١٥٣
(٢) سورة الجاثية الآية ٢٣
(٣) رواه النووي في كتاب الأربعين النووية وقال حديث حسن صحيح، انظر: جامع العلوم والحكم طبعة الحلبي ص (٣٣٨) الحديث الحادي والأربعون وأشار ابن رجب لانقطاع سنده فهو ضعيف. قلت: لكن الأمة أجمعت على صحة معناه وعلى العمل بمضمونه والأدلة من الكتاب والسنة تدل على معناه وهي لا تحصى.
(٤) سورة فاطر الآية ٦
(٥) سورة القصص الآية ١٥
(٦) سورة النساء الآية ٦٠
(٧) سورة البقرة الآية ٢٠٨