للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لهذه الاستثمارات لمخاطر عالية.

المضاربة. والقمار:

هل المضاربة نوع من القمار؟ بما أن المضارب إنما يستثمر أمواله بتعريضها للخسارة العالية في سبيل تحقيق أرباح عالية لو صدق حدسه، فكأنما هو يراهن على اتجاه الأسعار، لقد ناقش الاقتصاديون هذا السؤال منذ مدة طويلة ولم ينته النقاش، فالبعض يرى أنهما متشابهان من عدة أوجه، فكلاهما يعتمد تحقيق نتائج في المستقبل المجهول، وكلاهما ينطوي على مخاطر الخسارة الكبيرة؛ بغية تحقيق الأرباح الكبيرة (١)، بينما يرى البعض الآخر أن هناك فرقا، فبينما يعتمد القمار على خلق مخاطر لا وجود لها بدون القمار، تعتمد المضاربة على افتراض وجود مخاطر تجارية في عالم الواقع (٢)، وأن سوق المضاربة تخدم غرضا اقتصاديا؛ إذ تساعد ذوي الحاجة على تغطية المخاطر في أعمالهم بإتاحة الفرصة لهم، بعزل هذه المخاطر وعرضها للبيع في سوق المضاربة، كما حصل لصاحب المطحنة في المثال السابق.


(١) هذا هو الذي يشهد له الواقع.
(٢) كلاهما يعتمد إيقاع نفسه في مخاطر، ويخوض غمارها؛ طمعا في الكسب من غير وجهه الشرعي.