للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من زعماء الكفار وكان في هذا شفاؤه، وشرع لأمته الرقية بالقرآن عموما، وبالجملة فالقرآن كله خير وبركة وشفاء، ولا يأتي الخير بالشر كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يؤتى الإنسان من قبله إما من عدم إخلاصه أو سوء تطبيقه، وعلى هذا فما ذكره السائل من إصابته بمرض أو غشي عند تلاوة سورة الكهف، إما وهم فعليه أن يتقي الله ويدع الأوهام، وإما حقيقة فهو مس من سفهاء الجن، ونزغ من الشيطان يكيد به لقارئ القرآن عموما ولقارئ سورة منه، ليحمله على ترك قراءته - أو ترك قراءة السورة التي أصابه عند تلاوتها، فإذا ترك قراءة السور مثلا فقد غلبه الشيطان وظفر منه ببغيته، وزاد في الكيد له حتى يستولي عليه، ويكون من إخوان الشياطين الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون، وطريق الخلاص من ذلك الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم بإخلاص وصدق، لهجة في اللجأ إلى الله والفزع إليه ليحصنه من الشياطين، وبذلك يكون من المتقين لا من إخوان الشياطين، وقد أرشدنا الله إلى ذلك في عموم قوله: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (١) {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (٢) {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} (٣) فعليك أيها السائل أن تستعيذ بالله من الشيطان عند بدء قراءة القرآن عموما مع إخلاص وضراعة قلب وصدق في الالتجاء إلى الله، ولا تهجر سورة الكهف ولا غيرها لما أصابك، فإن في مخالفة الشيطان وما يلقيه في القلب من وهن ووساوس


(١) سورة الأعراف الآية ٢٠٠
(٢) سورة الأعراف الآية ٢٠١
(٣) سورة الأعراف الآية ٢٠٢