للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كقوله عز وجل: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (١) فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بطريق الأولى والأحرى؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس، وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر الأزدي حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فأحسنها وأكملها، وترك فيها موضع لبنة لم يضعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه، ويقولون: لو تم موضع هذه اللبنة فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة (٢)» رواه الترمذي عن بندار عن أبي عامر العقدي به، وقال: حسن صحيح، وذكر بعد ذلك عدة أحاديث في الموضوع، وبإمكانك أيضا مراجعة تفسير ابن جرير والقرطبي ونحوهما إذا رغبت في التوسع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) سورة الأنعام الآية ١٢٤
(٢) أحمد ٥/ ١١٧ و ٣/ ٣٦١، والبخاري برقم ٣٥٣٥ و٣٥٣٤، والترمذي برقم ٣٦١٧.