ثم لو قدر أن بعض الدعاة إلى الله، لم يحصل مطلوبه، بل أوذي وامتحن، أليس له قدوة في الرسل، الذين أوذوا وامتحنوا، وأهانهم الناس، بل قتلوا بعضهم. فلطالب العلم أسوة فيهم، عليهم الصلاة والسلام، وفي تحملهم وصبرهم.
ولو فرضنا أن طالب العلم ما وجد الاحترام بين الناس، فإن ذلك لا يضره؛ لأنه لم يطلب العلم لهذا، وإنما طلب العلم لإنقاذ نفسه من الجهالة، ولإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فإن قبلوا منه، ورفعوا مكانته فالحمد لله، وإلا فهو على خير، ولو قتلوه أو أهانوه، فله أسوة بالرسل عليهم الصلاة والسلام، وبخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أوذي وأخرج من بلاده مكة إلى المدينة.
فالداعي إلى الله سبحانه، الصادق المخلص، له البشرى بالخير والعزة والكرامة، وحسن العاقبة، إذا سلك الطريق السوي، وكان على خلق عظيم وهدى، وسيرة حميدة، من غير عنف ولا شدة، ولا دخول فيما لا يعنيه، فإنه على خير عظيم، كما حصل للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ولخاتمهم وأفضلهم، وإمام الدعاة والمجاهدين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ما حصل للتابعين لهم بإحسان. . والله ولي التوفيق.