للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابتدعه: أي أنشأه وبدأه، وفي كسر الباء تعني: الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال (١).

والبدعة بدعتان: بدعة هدى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابا فقال: «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها (٢)»، وقال في ضده: «ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها (٣)»، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم (٤).

وقال العلماء: البدعة خمسة أقسام: واجبة، ومندوبة، ومحرمة، ومكروهة، ومباحة.

فمن الواجبة: نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعة، والاشتغال بكتب النحو، وحفظ غريب الكتاب والسنة.


(١) انظر لسان العرب، مادة بدع.
(٢) الحديث أخرجه مسلم من حديث جرير بن عبد الله في كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، صحيح مسلم بشرح النووي ج ١٦ ص ٢٢٦، وأخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، سنن ابن ماجه ج اص ٧٤، وأخرجه أحمد في مسنده ج ٤ ص ٣٦١، ٣٦٢.
(٣) الحديث أخرجه مسلم من حديث جرير بن عبد الله في كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، صحيح مسلم بشرح النووي ج ١٦ ص ٢٢٦، وأخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، سنن ابن ماجه ج اص ٧٤، وأخرجه أحمد في مسنده ج ٤ ص ٣٦١، ٣٦٢.
(٤) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، مادة بدع