في حين أن هؤلاء جعلوا كلمة التوحيد برمتها محمولة على المجاز.
ومن المعلوم أن من علامات المجاز: صحة نفيه، ونقص درجة دلالته عن درجة دلالة الحقيقة.
ثم إن بعضهم ذهب إلى: أن (محمد رسول الله) مجاز أيضا كيف؟
ذلك أن لفظ (رسول) قيد بطريق الإضافة، وكل مقيد - عندهم - مجاز؛ لأن اللفظ إنما وضع - أصلا - مطلقا لا مقيدا، واستعماله مقيدا استعمال له في غير ما وضع له، كاللفظ العام إذا خص سواء بسواء، فهذا صار - بتخصيصه - مجازا، كما صار هذا - بتقييده - مجازا أيضا.
وبذا توصلوا إلى تحطيم مدلول كلمة التوحيد والاتباع، بشقيها:(لا إله إلا الله) و (محمد رسول الله).
وكفى بالمجاز فسادا، إيصاله أصحابه والقائلين به إلى هذه الدرجة من التنطع والغلو والانحراف.