للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من محتواه، وخالفوا ما دلت عليه النصوص الصريحة الصحيحة من الكتاب والسنة، وحجتهم في ذلك: أن لفظ (الإيمان) لغة: التصديق، وهو العلم، ومحله القلب، ويؤيده قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} (١) أي: بمصدق لنا، فوجب أن يكون الإيمان في الشرع هو الإيمان المعروف في اللغة. وهذا هو مذهب الجهمية وسائر المعتزلة.

والجواب على هذا: إننا لم نسمع عن أحد من أهل اللغة السابقين أنه نقل عن العرب إجماعهم على أن الإيمان إنما هو بمعنى التصديق، بل إن هؤلاء العلماء من أهل اللغة، إنما ينقلون الكلام المسموع من العرب في زمانهم، وما سمعوه من دواوين أشعارهم لا أنهم ينقلون عنهم أنهم قالوا: هذا اللفظ ليس معناه إلا كذا وكذا، ولو قدر - جدلا - أنهم نقلوا عنهم ما يفهم منه، أن الإيمان معناه: التصديق، فإن نقل المسلمين كافة - وبالخبر المتواتر - للقرآن الكريم وكلام المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، لا شك أبلغ من جميع نقولهم، وقد دلت آيات القرآن والأحاديث الشريفة على أن مدلول الإيمان متضمن للعمل:

أ - قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (٢) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (٣) {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (٤) {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} (٥) {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} (٦) {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (٧) {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (٨) {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (٩) {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (١٠) {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} (١١) {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (١٢)


(١) سورة يوسف الآية ١٧
(٢) سورة المؤمنون الآية ١
(٣) سورة المؤمنون الآية ٢
(٤) سورة المؤمنون الآية ٣
(٥) سورة المؤمنون الآية ٤
(٦) سورة المؤمنون الآية ٥
(٧) سورة المؤمنون الآية ٦
(٨) سورة المؤمنون الآية ٧
(٩) سورة المؤمنون الآية ٨
(١٠) سورة المؤمنون الآية ٩
(١١) سورة المؤمنون الآية ١٠
(١٢) سورة المؤمنون الآية ١١