للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الآيات الكريمات من الوعيد الشديد الذي تشمئز منه القلوب، وتقشعر له الجلود، وما يترتب على متعاطيه من المحق والإيذان بمحاربة الله ورسوله له والخلود في عذاب السعير، نعوذ بالله من سخطه، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (١).

ثم أكدت الأحاديث النبوية الأمر وزادته وضوحا وجلاء وبينت عظم اقترافه وما ينتج عنه من العقاب العاجل والآجل، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟، قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات (٢)» رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود والنسائي.

وعن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا الذي رأيته في النهر، قال: أكل الربا (٣)» رواه البخاري.


(١) سورة آل عمران الآية ١٣٠
(٢) صحيح البخاري الوصايا (٢٧٦٧)، صحيح مسلم الإيمان (٨٩)، سنن النسائي الوصايا (٣٦٧١)، سنن أبو داود الوصايا (٢٨٧٤).
(٣) صحيح البخاري البيوع (٢٠٨٥)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٩).