لقد أصبحت الحياة معقدة في كثير من الحالات بعد أن كانت بسيطة في الأزمان الأولى، فأصبح الصانع مضطرا للارتباط في عمله بالتاجر، وهذا يجد نفسه مرتبطا بغيره من التجار والمنتجين. ولا بد لحصول التناسق وتوفير حاجات كل من هذا وذلك، من اصطناع نظم في البيع والشراء لم تكن معروفة من قبل.
فشركات النسيج -مثلا- لا تستطيع- كما يقول الأستاذ حسن زكي أحمد - أن تتفق مع عملائها تجار الأقمشة على أسعار ما تبيعه لهم إلا إذا ضمنت لنفسها أسعارا تناسبها لحاجتها من القطن المغزول، وشركات الغزل لا بد لها لتحديد سعر منتجاتها من الاتفاق مع تاجر القطن على السعر الذي يبيع به لها، وهذا التاجر قد لا يجد حاجته من القطن الخام فور طلبه، فهو مضطر إذا للتعاقد على ما يريد على أن يتسلمه متى وجد، وفي هذه الحالة يتجه إلى المنتج رأسا أو إلى تجار الأرياف للتعاقد معهم على شراء ما هو بحاجة إليه ثم يتسلمه في أجل محدود (١).
كيف يكون التسليم:
إذا كان الغزال لا يتصل مباشرة بالمنتج، بل ولا بالتاجر الأول الذي اشترى رأسا منه فكيف يتم أن يتسلم فعلا القطن الذي
(١) الحاجة قائمة لكن يمكن التخلص من التعامل المحرم بتحديد الثمن وتسليمه حين العقد.