للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو أميرا أو رئيس جمهورية أن ينظر في مصالح شعبه فيسمح بما ينفعهم ويكون في مصلحتهم من الأمور التي لا يمنع منها شرع الله المطهر، ويمنع ما سوى ذلك مع أي دولة من دول الكفر، عملا بقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (١)، وقوله سبحانه: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} (٢) الآية.

وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مصالحته لأهل مكة ولليهود في المدينة وفي خيبر. وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه " ثم قال صلى الله عليه وسلم: " ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته (٣)».

وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٤) وهذا كله عند العجز عن قتال المشركين، والعجز عن


(١) سورة النساء الآية ٥٨
(٢) سورة الأنفال الآية ٦١
(٣) رواه البخاري في كتاب: " العتق " برقم ٢٣٧١ وفي "الأحكام" برقم ٦٦٠٥، ومسلم في كتاب: " الإمارة " برقم ٣٤٠٨ واللفظ له.
(٤) سورة الأنفال الآية ٢٧