للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمنحهم التوفيق، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يعينهم على تحكيم شريعته في كل شئونهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وبهذه المناسبة فإني أنصح جميع المسلمين في كل مكان بأن يتفقهوا في الدين، وأن يعرفوا معنى العبادة التي خلقوا لها، كما في قوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١) وقد أمرهم الله بها سبحانه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٢) وقد فسرها سبحانه في مواضع كثيرة من كتابه العظيم وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وحقيقتها توحيده سبحانه وتخصيصه بالعبادة من الخوف والرجاء والتوكل والصلاة والصوم، والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة، مع طاعة أوامره وترك نواهيه.

وبذلك يعلم أنها هي الإسلام والإيمان والتقوى والبر والهدى، وطاعة الله ورسوله، سمى الله ذلك كله عبادة لأنها تؤدى بالخضوع والذل لله سبحانه.

فالواجب على المكلفين جميعا أن يعبدوه وحده، وأن يتقوا غضبه وعقابه بالإخلاص له في العمل، وتخصيصه بالعبادة وحده، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، والحكم بشريعته، والتناصح


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة البقرة الآية ٢١