للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تصير عبادة يثاب صاحبها ما دام قصد ذلك. .

وبالجملة فإن أقسام أعمال المكلفين من هذه الناحية قسمان: قسم يترتب المقصود منه بمجرد وقوعه، فلا يحتاج إلى نية؛ كأداء الديون والنفقات الواجبة وإقامة الحدود وإزالة النجاسات وغير ذلك من الأفعال التي يتحقق مقصودها ومرادها بنفس وقوع فعلها، وقسم آخر لا يحصل مراده بمجرده، بل يحتاج إلى النية (كالتلفظ بكلمة الإسلام، والتلبية في الإحرام، وكصورة التيمم، والطواف حول البيت والسعي بين الصفا والمروة والصلاة والاعتكاف والصيام) (١) وعليه فإن المتعين من العبادات والحقوق لا يحتاج إلى نية التعيين وإنما يحتاج إلى نية القصد والإرادة (٢).

ثانيا: حقيقة النية: حديث: «إنما الأعمال بالنيات (٣)» قوامه الإخلاص الذي هو مقصد قرآني بين، وهدف إسلامي كبير، فلا قوام للنية الحسنة بغير الإخلاص، لذا كانت نية العبادة مقرونة به، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (٤). وقال سبحانه: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (٥) {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} (٦).


(١) بدائع الفوائد لابن القيم ج ٣ ص ٢٢٣.
(٢) الدكتور صالح بن غانم السدلان، الرسالة السابقة ج ١ ص ٣٠٠.
(٣) صحيح البخاري بدء الوحي (١)، صحيح مسلم الإمارة (١٩٠٧)، سنن الترمذي فضائل الجهاد (١٦٤٧)، سنن النسائي الطهارة (٧٥)، سنن أبو داود الطلاق (٢٢٠١)، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٢٧)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٤٣).
(٤) سورة البينة الآية ٥
(٥) سورة الزمر الآية ١١
(٦) سورة الزمر الآية ١٢