للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإثبات حسن النية بطلب العلم هو العلاج من الضياع الديني، ومعاداة أعداء الله من الكفار والمرتدين والمنافقين والمرجفين والمغرضين، وهذا ما تؤكده رسائل الإمام ذاتها، فقد ورد في الرسالة الأولى عن مسائل الجاهلية ما يدل على الاعتداد بالنية الحسنة ووجوب التحصن بها للسير في فلك دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكل ما يهدينا إليه من أمور خالف فيها -صلى الله عليه وسلم- أهل الجاهلية الذين أشركوا فجاء هو بالتوحيد، وتفرقوا في دينهم فدعانا إلى الاعتصام بحبل الله، وخالفوا ولي الأمر فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصبر على جور الولاة وألزمنا بالسمع والطاعة لهم والنصيحة، ودعانا إلى الاجتهاد وعدم التقليد وعدم الاغترار بالأكثر، وعدم الاقتداء بفسقة العلماء، وعدم الاستدلال بالقياس الفاسد، وعدم إنكار القياس الصحيح، وعدم الغلو في العلماء والصالحين، وعدم الاعتياض عما أتانا من الله بكتب السحر، وعدم نسبة الباطل إلى الأنبياء، وعدم التعبد بالمكاء والتصدية، وعدم اتخاذ الدين لعبا ولهوا، وعدم اعتقاد أن عطاء الله يدل على رضاه، وعدم الكفر بالحق، وعدم التعبد بكشف العورات أو بتحريم الحلال، أو باتخاذ أناس أربابا من دون الله أو بالإلحاد أو بالتعطيل، أو بجحود القدر أو بالاحتجاج على الله به، أو معارضة شرع الله بقدره، أو مسبة الدهر، أو إضافة نعم الله إلى غيره، أو الكفر بآيات الله أو جحد بعضها، أو القدح في حكمة الله، أو التعصب أو تحريف الكلم عن مواضعه، أو لي الألسنة بالكتاب، أو افتراء الكذب على الله، أو التكذيب بالحق، أو الزيادة في العبادة، كما يحدث في أمور كثيرة