الاقتراب من الله لا يتحقق إلا باتباع شرع الله، والبدعة هي إتيان بشرع زائد، واتهام للشريعة بالنقص، والاستدراك على الله ممقوت مهما كانت نية المبتدع، فإذا كان ذلك هو الشأن بالنسبة لمن يحدثون البدع ويتعبدون بها عن حسن نية أو سلامة قصد في ظنهم، فما بالنا بمن تسوء نياتهم ويتعمدون بالبدع إفساد الدين؟ وإلى الذين يبتدعون بحسن نية أو يتعمدون الابتداع بسوء نية نسوق هذه الكلمات، أملا في التيقن من أنه لا نجاة بغير شرع الله، ولا إعمال لشرع الله إلا إذا حسنت النيات.
والنيات الحسنة هي نيات اتباع وليست نيات ابتداع، وهذا يستلزم الإشارة إلى البدع الشائعة التي يجب وأدها والقضاء عليها، رجوعا إلى الدين الخالص القيم، وبعدا عن غفلة الغافلين، وسوء نيات محاربي الدين، من اليهود والصليبيين، وغيرهم ممن يأملون هدم مبادئ شريعة الإسلام بهدم أهم أسسها ألا وهو بساطتها ومسايرتها للفطرة السليمة، ونسبق إلى القول بأن البدع ممقوته على أي معنى من معانيها، ثم نستشهد كذلك بما يؤكد حرمة الابتداع وإخراجه المبتدع عن الطريق القويم، طريق الإسلام، وإدخاله الطريق الباطل، طريق الكفر، سواء تعلقت البدعة بالعقائد أو العبادات أو ما سواهما مما يوصف بالعادات وهو من صميم الدين وغير ذلك.