فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيران (١)»
وفي صحيح الترمذي رضي الله عنه يختلون الدنيا بالدين، أي يطلبون عمل الدنيا بعمل الآخرة، يقال: ختله أي خدعه وراوغه. .
ولو وعينا إلى حديث رسول الله هذا. . لكنا أمة من أوعى الأمم في تصنيف الرجال. . . وسبر أغوارهم. . .
بل ما كان يمكن أن ترتفع في سمائنا راية لكاتب مزيف. . مزيف أو لمداح أو هجاء. . . سواء بسواء. . .
كذلك ما جرت عجلات المطابع بطباعة. . . ولا قرأ القراء. . لمؤلف مخادع. . . ولو جرى قلمه بكلام أحلى مذاقا وأشهى من العسل. . .
وأن لو استقمنا على هذه الطريقة. بهذا الحذر الفردي والجماعي بجذوره المرتوية من أحاديثه صلى الله عليه وسلم. . لما امتلأت صحفنا وكتبنا تحذر من الغزو الفكري " وغسل العقول" وما تسللت إلينا كتابات تهدم ما رسخ من أشرف معتقداتنا وسلوكنا. .
تبدأ الكلمات هجومها من القلب والعقل وتنتهي إلى ابتلاع الأوطان ذاتها.
أردت أن أؤكد أننا اليوم في خضم ما يموج به العالم. .
نحتاج للكلمة تعيها أذن واعية. .!
وتسبر أغوارها عين فاحصة. .!!
(١) يختلون الدنيا بالدين: أي يطلبون عمل الدنيا بعمل الآخرة، يقال ختله. (١)