للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي يغترون؟

أم علي يجترئون؟

فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيران (١)»

وفي صحيح الترمذي رضي الله عنه يختلون الدنيا بالدين، أي يطلبون عمل الدنيا بعمل الآخرة، يقال: ختله أي خدعه وراوغه. .

ولو وعينا إلى حديث رسول الله هذا. . لكنا أمة من أوعى الأمم في تصنيف الرجال. . . وسبر أغوارهم. . .

بل ما كان يمكن أن ترتفع في سمائنا راية لكاتب مزيف. . مزيف أو لمداح أو هجاء. . . سواء بسواء. . .

كذلك ما جرت عجلات المطابع بطباعة. . . ولا قرأ القراء. . لمؤلف مخادع. . . ولو جرى قلمه بكلام أحلى مذاقا وأشهى من العسل. . .

وأن لو استقمنا على هذه الطريقة. بهذا الحذر الفردي والجماعي بجذوره المرتوية من أحاديثه صلى الله عليه وسلم. . لما امتلأت صحفنا وكتبنا تحذر من الغزو الفكري " وغسل العقول" وما تسللت إلينا كتابات تهدم ما رسخ من أشرف معتقداتنا وسلوكنا. .

تبدأ الكلمات هجومها من القلب والعقل وتنتهي إلى ابتلاع الأوطان ذاتها.

أردت أن أؤكد أننا اليوم في خضم ما يموج به العالم. .

نحتاج للكلمة تعيها أذن واعية. .!

وتسبر أغوارها عين فاحصة. .!!


(١) يختلون الدنيا بالدين: أي يطلبون عمل الدنيا بعمل الآخرة، يقال ختله. (١)