للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«يقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثا (١)» فسماه قاضيا نسكه قبل الوداع عند نفره (٢)، وعلى الأول: يطلب ممن نفر بعد نسك فقط، وعلى الثاني: يطلب ممن نفر من مكة مطلقا.

٢ - قال الحنفية والحنابلة: إن طواف الوداع واجب. وهو قول عند الشافعية؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم به، ونهيه عن النفر قبله، فمن تركه عمدا أو جهلا أو نسيانا لزمه دم، وأثم إن كان متعمدا، وقال المالكية: بأنه سنة وهو قول للشافعية، وعليه لا يأثم من تركه، ولا دم عليه (٣).

وعلم مما سبق أن وقت طواف الوداع إنما يكون بعد فراغ الحاج من جميع نسكه.

٣ - قيل: يطلب طواف الوداع ممن نفر بعد نسكه من مكة، ولو كان ذلك إلى حدود الحرم فقط؛ لعموم الأمر به والنهي عن تركه عند النفر.

وقيل: يطلب من كل من نفر بعد نسكه إلى خارج حدود الحرم، ولو كان دون المواقيت، ودون مسافة القصر، لا ممن نفر من مكة إلى داخل حدود الحرم.


(١) صحيح البخاري المناقب (٣٩٣٣)، صحيح مسلم الحج (١٣٥٢)، سنن الترمذي الحج (٩٤٩)، سنن النسائي تقصير الصلاة في السفر (١٤٥٥)، سنن أبو داود المناسك (٢٠٢٢)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٣)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٥٢)، سنن الدارمي الصلاة (١٥١٢).
(٢) ص ٤، ٥، ٧، ٨، ١٣، ١٦ من الإعداد، وهو في المجلة في ص ٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١، ٣٥، ٣٦، ٣٧، ٣٨، ٣٩، ٤٦، ٥٢.
(٣) ص ٩، ١٤، ١٥، ١٦ من الإعداد، وهو في المجلة في ص ٤٠، ٥١، ٥٢.