للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله سبحانه: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (١) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (٢)، وقوله عز وجل: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (٣). ومعلوم أن من دعا الأموات، أو استغاث بهم، أو نذر لهم، أو ذبح لهم قد اتخذهم آلهة مع الله وإن لم يسمهم آلهة.

وقال عز وجل في سورة فاطر: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (٤) {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (٥)، فسمى دعاءهم غير الله: شركا به سبحانه. والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة (٦)» خرجه مسلم في صحيحه، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (٧)» أخرجه الإمام أحمد، وأهل السنن بإسناد صحيح، عن بريدة بن الحصيب رضي


(١) سورة الكوثر الآية ١
(٢) سورة الكوثر الآية ٢
(٣) سورة المؤمنون الآية ١١٧
(٤) سورة فاطر الآية ١٣
(٥) سورة فاطر الآية ١٤
(٦) رواه مسلم. في (كتاب الإيمان) برقم (١١٧)، وأحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (١٤٦٥٠).
(٧) رواه أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (٢١٨٥٩)، ورواه الترمذي في (الإيمان) برقم (٢٥٤٥).