للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (١)»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه (٢)»، وقال عليه الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله (٣)»، غير أن هذه الصلة تزداد وثوقا ولموعا وقوة حين ينضاف إليها سبب آخر وتنعقد بين أطرافها لحمة الرحم ووشائج القربى من نسب أو رضاع أو مصاهرة، فتتضاعف مواردها أضعافا كثيرة، وتشتد عراها وتستحكم حلقاتها، لكنها تظل دون أخوة الدين التي لا يمكن أن تتجاوزها مهما بلغت، كما قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٤) ١٤١.


(١) أخرجه البخاري في (الصحيح) رقم (٦٠١١)، ومسلم في (الصحيح) رقم (٢٥٨٦)، وأحمد في (المسند) (٤/ ٢٦٨، ٢٧٠، ٢٧١، ٢٧٤، ٢٧٦) من حديث النعمان بن بشير.
(٢) أخرجه البخاري في (الصحيح) رقم (٢٤٤٢، ٦٩٥١)، ومسلم في (الصحيح) رقم (٢٥٨٠)، وأحمد في (المسند) (٢/ ٦٨، ٩٢) من حديث ابن عمر.
(٣) أخرجه الترمذي في (الجامع) رقم (١٩٢٨) وقال: حديث حسن، وأحمد في (المسند) (٢/ ٣١١، ٣٦٠) من حديث أبي هريرة.
(٤) سورة المجادلة الآية ٢٢