كتاب مجلة البحوث الإسلامية

الفصل الأول وسائل تعمق التوكل في نفوس المؤمنين - المبحث الخامس تفويض الأمر لله سبحانه - ج: 49 - ص: 190

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه في حديث الفاتحة: «فإذا قال العبد: قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي (٢)».

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ما يقول العبد إذا أراد النوم: «اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك. . . (٣)» الحديث.

وقال ابن الأثير في حديث الدعاء: «فوضت أمري إليك أي رددته، ويقال: فوض إليه الأمر تفويضا إذا رده إليه وجعله الحاكم فيه (٤)».

وقال ابن القيم: (. . . التفويض وهو روح التوكل ولبه وحقيقته، وهو إلقاء أموره كلها إلى الله وإنزالها به طلبا واختيارا لا كرما واضطرارا، والمفوض لا يفوض أمره إلى الله إلا لإرادته أن يقضي له ما هو خير له في معاشه ومعاده، وإن كان المقضي له خلاف ما يظنه خيرا، فهو راض به لأنه يعلم أنه خير له، وإن خفيت عليه جهة المصلحة فيه، وهكذا حال المتوكل سواء) (٥).

---

(١) صحيح مسلم (١/ ٢٩٦) رقم (٢٩٥) من حديث أبي هريرة.
(٢) سورة الفاتحة الآية ٤ (١) {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
(٣) صحيح البخاري (١٣/ ٤٦٢) رقم (٧٤٨٨)، صحيح مسلم (الذكر) (٥٦، ٥٧)، د أدب / ٩٨، ت دعوات / ١٦، دي استئذان / ٥١، حم ٤/ ٢٨٥.
(٤) النهاية (٣/ ٤٧٩).
(٥) مدارج السالكين (٢/ ١٢٢)، تهذيب المدارج ص (٣٤١).