للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن المتوكل على الله حقا، الذي أقام الصلاة، وأنفق من رزق الله، ووجل قلبه إذا ذكر الله، وزاد إيمانه عند سماع كلمة الله، كل ذلك يجعل هذا المتوكل مؤمنا حقا، ويؤدي إلى تحقيق مقصوده في الدنيا والآخرة من الدرجات العلى، والمغفرة والرزق الكريم.

وقال وتعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (١) {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (٢).

إن المتوكل على الله المهاجر إلى الله الصابر على ظلم الظالمين في الله قد أحسن الله له العقبى في الدنيا والآخرة، تبوأ في الدنيا الذكر الحسن والعمل الصالح والسعادة الغامرة، أما منازل الآخرة فهي أكبر، أكبر من الدنيا كلها بأمواله اوجاهها وأولادها وممتلكاتها، ومتاعها وشهواتها. . . نعم منازل الآخرة عالية كبيرة - نسأل الله من فضله العظيم -.

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (٣) {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (٤)

إن السائرين على هدي من الله، والذين صبروا - بأنواع الصبر الثلاثة - وتوكلوا على الله حق التوكل حصلوا سعادة الدنيا


(١) سورة النحل الآية ٤١
(٢) سورة النحل الآية ٤٢
(٣) سورة العنكبوت الآية ٥٨
(٤) سورة العنكبوت الآية ٥٩