كتاب مجلة البحوث الإسلامية

مسائل فقهية كانت ثمرة للخلاف في حكم قراءة الشاذ في الصلاة وغيرها - المسألة الثانية المراد بالصلاة الوسطى - ج: 49 - ص: 284

٣ - وذهب بعضهم إلى أنها الظهر، ونقلوه عن زيد بن ثابت، وأسامة بن زيد، وأبي سعيد الخدري، وعائشة -رضي الله تعالى عنهم-.

٤ - وذهب قبيصة بن ذؤيب -رحمه الله تعالى- إلى أنها المغرب.

٥ - وذهب آخرون إلى أنها العشاء.

٦ - وقيل: هي الجمعة (١).

واستدل القائلون بأنها " العصر " بالأحاديث الصحيحة، ومنها ما رواه علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا (٢)».

ومما احتج به من ذهب إلى أنها غير العصر قراءة عائشة - رضي الله عنها- الشاذة: " والصلاة الوسطى وصلاة العصر ".

قال الباجي -رحمه الله تعالى-: (الأظهر بهذه الزيادة أن الصلاة الوسطى غير صلاة العصر، وقد اختلف أهل العلم في الصلاة الوسطى، فالذي يقتضي ما أملته عائشة أنها غير صلاة العصر؛ لأنها عطفت صلاة العصر على الصلاة الوسطى، ولا

---

(١) شرح النووي على صحيح مسلم (٥/ ١٢٨ - ١٢٩).
(٢) رواه مسلم في كتاب (المساجد ومواضع الصلاة) (٥/ ١٢٨)، وابن ماجه في (كتاب الصلاة) (١/ ٢٢٤)، والبيهقي في كتاب الصلاة) (١/ ٤٥٩)، وأحمد في (المسند) (٢/ ٤٦).