وبذلك يترجح لدي في هذه المسألة عدم وجوب التتابع في قضاء صوم رمضان لثلاثة أسباب:
السبب الأولى: ما سبق ذكره من سقوط اللفظة المحتج بها، وهي قوله:" متتابعات ".
السبب الثاني: أن زيادة " متتابعات" قد عارضها الدليل الثابت في قوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}(١) حيث أطلق سبحانه القضاء ولم يقيده بالتتابع.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم:«قضاء رمضان إن شاء فرق وإن شاء تابع».
حيث فوض النبي صلى الله عليه وسلم الخيار للمكلف في كيفية القضاء.
السبب الثالث: أن قضاء رمضان متفرقا هو المناسب ليسر الشريعة المبنية على رفع الحرج، وإن كان الأفضل هو التتابع لمن كان قادرا عليه، لما في ذلك من المبادرة إلى فعل الواجب الذي يحصل به إبراء الذمة.