للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعالى صل لنا فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة (١)» رواه مسلم في كتاب الإيمان باب نزول عيسى ابن مريم.

هذه الأحاديث تفيد نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان، وأمر المسلمين قائم على رجل صالح منهم حيث هو الذي يؤمهم في الصلاة، وهذا يدل على صلاحه وتقواه، وأن عيسى ابن مريم يقتدي به ويصلي وراءه. وهذا مما يؤيد أن عيسى يكون تابعا وليس متبوعا حيث يصلي مأموما وراء إمام المسلمين القائم عند نزوله، ويحكم بالشريعة الإسلامية لا بشريعته المنسوخة، وسيأتي ذلك.

فالأحاديث التي وردت في السنن والمسانيد وغيرها تصرح بأن هذا الإمام القائم في آخر الزمان عند نزول عيسى عليه السلام هو (المهدي) وكما هو معلوم عند علماء الأصول أن الآيات القرآنية تفسر بعضها بعضا، والأحاديث النبوية يشرح بعضها بعضها، وقد جاء حديث جابر الآتي صريحا بأن هذا القائم على أمر المسلمين عند نزول عيسى ابن مريم هو المهدي كما جاء في مسند أبي أسامة في سنده.

٣ - عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم (المهدي)


(١) صحيح مسلم الإيمان (١٥٦)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٨٤).