للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (١)، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (٢) هو الصواب.

وقد أوضح - وفقه الله- أن الكفر كفران أكبر وأصغر، كما أن الظلم ظلمان، وهكذا الفسق فسقان أكبر وأصغر، فمن استحل الحكم بغير ما أنزل الله أو الزنا أو الربا أو غيرها من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفرا أكبر، وظلم ظلما أكبر، وفسق فسقا أكبر. ومن فعلها بدون استحلال كان كفره كفرا أصغر وظلمه ظلما أصغر وهكذا فسقه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر (٣)»، أراد بهذا صلى الله عليه وسلم: الفسق الأصغر والكفر الأصغر، وأطلق العبارة تنفيرا من هذا العمل المنكر، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: «اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت (٤)». أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (٥)». والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.


(١) سورة المائدة الآية ٤٥
(٢) سورة المائدة الآية ٤٧
(٣) رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين) برقم (٣٦٣٩)، والبخاري في (الإيمان) برقم (٤٨)، ومسلم في (الإيمان) برقم (٦٤).
(٤) رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (٩٣٩٧)، ومسلم في (الإيمان) برقم (٦٧) واللفظ له.
(٥) رواه الإمام أحمد في (مسند الكوفيين) برقم (١٨٦٨٦)، والبخاري في (العلم) برقم (١٢١)، ومسلم في (الإيمان) برقم (٦٥).