للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكروه والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال (١) ويمكن أن يجاب على هذا الإشكال من وجهين:

الأول: أن القائلين بأنها إشارة للتحدي والإعجاز لم يجزم أحدهم بذلك ولم يقل أحد منهم إن المراد بها كذا وإنما قالوها وهم يعلمون أن ما قالوه ليس بتفسير لها وسيأتي مزيد بيان لذلك.

الثاني: أن قوله: (لا مانع أن يكون المراد منها كونها أسماء للقرآن. . .) غير صحيح. فلو كان المراد بها اسما من أسماء القرآن لكان المناسب أن لا يذكر اسم القرآن بعدها وإنما يذكر وصفه لأن في ذلك تكرارا للاسم فلو كانت (ألم) مثلا اسما للقرآن لكان المعنى القرآن ذلك الكتاب وفي هذا تكرار للمسمى والقول أنها أسماء للقرآن يقتضي أن تكون الآية هكذا (ألم ذلك لا ريب فيه) وكذا قوله تعالى: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (٢) يقتضي أن تكون (ق المجيد)؟! ولما لم يصح هذا بطل ذاك، وأبعد من ذلك أن تكون اسما لله تعالى فكيف ستفهم الآية {الم} (٣) {ذَلِكَ الْكِتَابُ} (٤) إذا قيل: إن (ألم) اسم لله تعالى حيث ستكون العبارة الله ذلك الكتاب؟!! وهي عبارة ليس لها معنى صحيح.

ثانيا: أنه إذا كان المراد بالأحرف الرمز إلى التحدي بالقرآن المركب من الأحرف التي يعرفونها فإنه من المتيسر أن يقال لهم صراحة: (هذا القرآن هو من الحروف التي تتكلمون بها، ليس - هو من حروف مغايرة لها، فيكون هذا تبكيتا وإلزاما يفهمه كل


(١) مختصر البيان في فواتح القرآن: د. حسن يونس عبيدو، ص ١٩.
(٢) سورة ق الآية ١
(٣) سورة البقرة الآية ١
(٤) سورة البقرة الآية ٢