للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحرف أسماء لمسمياتها الحروف المبسوطة من غير تعرض لمعناها بتفسير، بل صرح بعضهم بالتفويض.

وهذا ابن كثير رحمه الله تعالى ينقل عن بعضهم كلاما جامعا في معنى هذه الأحرف وفي الحكمة من إيرادها ويصرح بالفرق بين المعنى والحكمة فقال: (ومن هنا لخص بعضهم في هذا المقام كلاما فقال: لا شك أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثا ولا سدى، ومن قال من الجهلة: إن في القرآن ما هو تعبد لا معنى له بالكلية، فقد أخطأ خطأ كبيرا، فتعين أن لها معنى في نفس الأمر فإن صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به، وإلا وقفنا حيث وقفنا وقلنا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (١) ولم يجمع العلماء فيها على شيء معين، وإنما اختلفوا فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه، وإلا فالوقف حتى يتبين، هذا مقام. المقام الآخر: في الحكمة التي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السور ما هي مع قطع النظر عن معانيها في أنفسها؟) (٢) ثم عد الأقوال في الحكمة ومن ضمنها القول بأنها للتحدي والإعجاز.

وابن عاشور اعتبر هذا القول معنى كنائيا لا معنى صريحا حيث قال: (لأن لها دلالة تعريضية كنائية، إذ المقصود إظهار عجزهم أو نحو ذلك فهي تطابق مقتضى الحال مع ما يعقبها من


(١) سورة آل عمران الآية ٧
(٢) تفسير ابن كثير: ج١ ص ٣٧.