للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطار في غير مطاره) (١).

ونقل السيوطي عن ابن حجر قوله في حساب الجمل: (وهذا باطل لا يعتمد عليه، فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه الزجر عن عد أبي جاد والإشارة إلى أن ذلك من جملة السحر، وليس ذلك ببعيد فإنه لا أصل له في الشريعة) (٢) وقد ألف الإمام الصنعاني رحمه الله تعالى رسالة في أعداد الحروف رد فيها هذا القول وأبطل الاحتجاج بالحديث - على فرض صحته - من عدة وجوه.

ومن المعاصرين الذين أنكروا هذا المذهب في الأحرف المقطعة الأستاذ رشيد رضا الذي قال: (إن أضعف ما قيل في هذه الحروف وأسخفه أن المراد بها الإشارة بأعدادها في حساب الجمل إلى مدة هذه الأمة أو ما يشابه ذلك) (٣) ولعلك بعد هذا تقول وما وجه الإعجاز في حساب الجمل عند القائلين به؟ والجواب أن وجه الإعجاز أن فيها كشفا لأمور غيبية.

فمن ذلك ما قاله الخويبي: وقد استخرج بعض الأئمة من قوله تعالى: {الم} (٤) {غُلِبَتِ الرُّومُ} (٥) أن البيت المقدس يفتحه المسلمون في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ووقع كما قاله (٦).


(١) تفسير ابن كثير، ج١ ص ٣٨.
(٢) الإتقان: السيوطي ج٢ ص١٤.
(٣) تفسير المنار: محمد رشيد رضا، ج١ ص ١٢٢.
(٤) سورة الروم الآية ١
(٥) سورة الروم الآية ٢
(٦) الإتقان: السيوطي، ج٢ ص١٤، وانظر البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن: الزملكاني، ص٦٠.