للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا شعوره نحو علماء الإسلام الذين اغتر الكثير منهم به، وأحسنوا به الظن وأكرموه وأشركوه معهم في مؤتمراتهم وندواتهم.

وإنها لموعظة للعلماء أن لا يتسرعوا بمنح الثقة لكل من تظاهر بالإسلام خصوصا من أمثال جارودي ممن عرفوا بالإلحاد والزندقة والشيوعية قبل ادعاء الإسلام حتى يتثبتوا في شأنه.

ومن كفر جارودي الصريح أنه يدعو إلى تعطيل حد السرقة، وتغيير مقادير المواريث، فيرى أن قطع يد السارق اليوم غير مناسب، وهذا اتهام للإسلام بالقصور وعدم صلاحيته لكل زمان ومكان. بل هو وصف لله سبحانه بالجهل، وأنه لا يعلم ما يجد في المستقبل وما يناسبه من العقوبة، فإن الله سبحانه أمر بقطع يد السارق والسارقة جزاء بما كسبا ثم ختم الآية بقوله سبحانه: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (١)، فهو سبحانه يشرع لكل ذنب من العقوبة ما يناسبه ويمنع وقوعه في كل زمان ومكان. ثم يقول: (لو كنت قاضيا وجاءني أخ وأخت يتنازعان في قضية ميراث لأعطيت البنت ضعف ما أعطي الذكر)، وهذا مصادم لقول الله تعالى في شأن الإخوة في آخر سورة النساء: {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} (٢)، ولقوله تعالى في أول السورة: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} (٣)، فهو اعتراض على الله في


(١) سورة المائدة الآية ٣٨
(٢) سورة النساء الآية ١٧٦
(٣) سورة النساء الآية ١١