الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
ج: أسباب اختلاف الفقهاء الأئمة الأربعة وغيرهم كثيرة، وقد ألف فيها كتب منها:(رفع الملام عن الأئمة الأعلام) لشيخ الإسلام ابن تيمية، و (التمهيد في تخريج الفروع على الأصول) لعبد الرحيم الأسنوي، و (الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف) لولي الله الدهلوي، و (أسباب اختلاف الفقهاء) لعلي الخفيف، و (الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الخلاف) لعبد الله بن سيد، و (بداية المجتهد) لابن رشد، فإنه يذكر في المسائل محل الوفاق، ثم يذكر محل الخلاف ويبين منشأه. ومع ذلك نذكر لك بعض هذه الأسباب:
١ - اشتراك اللفظ بين معنيين فأكثر؛ كالقروء في قوله تعالى:{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}(١) فالقروء: تطلق على المحيض، وعلى الأطهار فذهب بعضهم إلى أن المطلقة تعتد بالأطهار، وذهب آخرون إلى أنها تعتد بالحيض، وكل له أدلة تبين المعنى الذي اختاره.
٢ - تعارض الأدلة: فيختلف نظر الفقهاء في الترجيح أو الجمع بينها، مثل حديث النهي عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب