أن بعض المصلين يتركون الصلاة، فنريد جوابا شافيا كافيا في هذا الموضوع، وهل نتبع مذهبا واحدا، وكيف نوفق بين المذاهب حتى يستقر الأمر؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد: ج: الخلاف الموجود في الفروع الفقهية بين أئمة المذاهب الأربعة يرجع إلى الأسباب التي نشأ عنها، ككون الحديث يصح عند بعضهم دون بعض، أو بلوغ الحديث لواحد دون الآخر إلى غير ذلك من أسباب الخلاف.
فيجب على المسلم أن يحسن الظن بهم، فكل واحد منهم مجتهد فيما صدر منه من الفقه طالب للحق، فإن كان مصيبا فله أجران: أجر اجتهاده، وأجر إصابته، وإن كان مخطئا فله أجر اجتهاده وخطؤه معفو عنه.
وأما التقليد لهؤلاء الأئمة الأربعة، فمن تمكن أن يأخذ الحق بدليله وجب عليه الأخذ بالدليل، وإن لم يتمكن فإنه يقلد أوثق أهل العلم عنده حسب إمكانه، وهذا الاختلاف في الفروع لا يترتب عليه منع المختلفين أن يصلي بعضهم خلف بعض، بل الواجب هو أن يصلي بعضهم خلف بعض، فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يختلفون في المسائل الفرعية ويصلي بعضهم