للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المقدمة]

بسم الله الرحمن الرحيم عليه توكلت وإليه أنيب.

الحمد لله الذي أظهر الحق وأوضحه، وكشف عن سبيله وبينه، وهدى من شاء من خلقه إلى طريقه، وشرح به صدره وأنجاه من الضلالة حين أشفى عليها فحفظه وعصمه من الفتنة في دينه، فأنقذه من مهاوي الهلكة، وأقامه على سنن الهدى وثبته، وآتاه اليقين في اتباع رسوله وصحابته، ووفقه وحرس قلبه من وساوس البدعة، وأيده وأضل من أراد منهم وبعده، وجعل على قلبه غشاوة، وأهمله في غمرته ساهيا، وفي ضلالته لاهيا، ونزع من صدره الإيمان وابتز منه الإسلام، وتيهه في أودية الحيرة، وختم على سمعه وبأمره ليبلغ الكتاب فيه أجله، ويتحقق القول عليه مما سبق من علمه فيه من قبل خلقه له وتكريمه إياه ليعلم عباده أن إليه الدفع والمنع، وبيده الضر والنفع، من غير غرض له فيه، ولا حاجة به إليه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، إذ لم يطلع على غيبه أحدا، ولا جعل السبيل إلى علمه في خلقه أبدا.

فمن أراد أن يجعله لإحدى المنزلتين ألهمه إياها، وجعل موارده ومصادره نحوها، ومنقلبه ومنقلبه ومتصرفاته فيها، وكده وجهده ونصبه عليه، ليتحقق وعده المحتوم، وكتابه المختوم وغيبه المكتوم، قال تعالى: