للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن مرادفات اللفظة المفيدة في هذا البحث: الوزير والردء. ومنه قوله تعالى في حق موسى عليه السلام إذ سأل ربه: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي} (١) {هَارُونَ أَخِي} (٢) {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (٣) {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} (٤)، وقوله سبحانه في ذات الموضوع في مقام آخر: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} (٥) (٦).

والشاهد من الآيات الكريمات مفردات: الوزير والأزر والردء.

أما الوزير فمشتق من الأزر وهو الظهر؛ لأن الظهر مجمع الحركة في الجسم وقوام استقامته، وسمي الإزار إزارا لأنه يشد به الظهر، ومنه يفهم التعبير القرآني: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (٧) فهو مشدود بحزم وحزام وقوة، ومنه قول الشاعر:

شددت به أزري وأيقنت أنه ... أخو الفقر من ضاقت عليه مذاهبه

وأصل الكلمة الأبعد أن الوزر الجبل المنيع، وكل معقل وزر. وفي التنزيل العزيز: {كَلَّا لَا وَزَرَ} (٨) أي لا عاصم


(١) سورة طه الآية ٢٩
(٢) سورة طه الآية ٣٠
(٣) سورة طه الآية ٣١
(٤) سورة طه الآية ٣٢
(٥) سورة القصص الآية ٣٤
(٦) وسوف يكون للبحث وقفات عند هاتين الآيتين الكريمتين ودقة فقههما في موضوع البحث إن شاء الله.
(٧) سورة طه الآية ٣١
(٨) سورة القيامة الآية ١١