للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذا فإن الصدر إذا ضاق لم يصاحبه لهداية الخلق ودعوتهم، وعسى الخلق أن يقبلوا الحق مع اللين وسعة الصدر وانشراحه عليهم (١).

والصدر إذا انشرح والقلب إذا انفتح لم يضق بسفاهة المعاندين ولجاجة الجاهلين، ومن ثم فلا يخاف شوكة ولا يهاب من كثرة ولا يراع من صولة (٢).

الوقفة الثانية: قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} (٣) دعاء لتسهيل الأمر وتيسيره لتقوم الدعوة على وجهها بتوفر آلاتها ووجود المعين عليها. ولا شك أن التيسير والتسهيل لا يكون إلا بتوفيق الأسباب ورفع الموانع (٤).

الوقفة الثالثة: قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} (٥) {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} (٦) إذا تحقق شرح الصدر وتيسير الأمر ووجد الوزير والنصير فذلك مظنة تكثير الدعوة وأهلها وأنصارها، ومن مظاهر ذلك ومن غاياته كذلك كثرة التسبيح والمسبحين والذكر والذاكرين.

ذلك أن الدعوة تشتمل على التعريف بالله وصفاته وتنزيهه وتقديسه وتسبيحه، وهي حث للعباد على القرب من مولاهم لإدخالهم في حظيرة الإيمان والتقوى، وحين يتحقق ذلك يكثر


(١) تفسير ابن سعدي ج (٥) ص (١٥٣).
(٢) تنوير الأذهان ج (٢) ص (٤٢٨).
(٣) سورة طه الآية ٢٦
(٤) تفسير أبي السعود ج (٣) ص (٦٢٤).
(٥) سورة طه الآية ٣٣
(٦) سورة طه الآية ٣٤