للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلف بعيدا عن الأنانية وضيق الأفق والتعلق بصغائر الأمور والانشغال بها.

وللسلف رحمهم الله في هذا أقوال محفوظة وعبارات مسبوكة تنتصب دلائل ومنائر على ما نحن بصدده.

يقول الحسن رحمه الله: " المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه ما لا يعجبه سدده وقومه وحاطه وحفظه في السر والعلانية، فثقوا بالأصحاب والإخوان والمجالس " (١). ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه. وكفى بالمرء عيبا أن يجد على الناس فيما يأتي أو يبدو لهم منه ما يخفى عليه من نفسه وأن يؤذيه في المجلس بما لا يعنيه " (٢).

ومن أقوال بعض الحكماء: " من جاد لك بمودته فقد جعلك عديل نفسه، فأول حقوقه اعتقاد مودته، ثم إيناسه والانبساط إليه في غير محرم، ثم نصحه في السر والعلانية، ثم تخفيف الأثقال عنه، ثم معاونته فيما ينوبه من حادثة أو يناله من نكبة، فإن مراقبته في الظاهر نفاق، وتركه في الشدة لؤم " (٣).

ويقول عطاء بن أبي رباح رحمه الله: " تفقدوا إخوانكم بعد


(١) الإخوان لابن أبي الدنيا ص (١٣١).
(٢) الجامع لأبي زيد القيرواني ص (١٩٩).
(٣) أدب الدنيا والدين، ص (٢١٦).