كيف تمد جسور التعاون وأخطاء الأصحاب يهون من شأنها، ويغض الطرف عنها، وتدخل في دائرة الاجتهاد المأجور. أما غيرهم فيبسط اللسان في التشهير به، ويرفع الصوت في تكبير أخطائه. أخطاء الجماعة وأغلاطها يستجلب لها المسوغات، ويستغفر لأصحابها، فهي عندهم لا تخدش في أصل المنهج، ولا تعيق المسيرة. أما غيرهم فأخطاؤهم غير مسوغة ولا مبررة؟!.
بل كيف يرجى التقارب - فضلا عن التعاون - إذا كان المنتمي عندهم محصورا ومحاصرا، فلا يقرأ إلا كتب الجماعة، ولا يتتلمذ أو يتلقى إلا عن شيوخ الحزب والمذهب؟!.
إذن كيف يبنى التعاون من هذا التلميذ، ضيق الأفق، مذبذب الشخصية، لا ينظر إلا من زاوية واحدة، ولا يدور إلا في فكر منغلق.
ما الذي يدفع إلى مثل هذا؟ هل هو حب التعاون؟ أم حب التجمع واستكثار الأتباع.
إن الطريق الأصوب والهدي الأقوم بإذن الله أن يفتح الباب واسعا أمام الدعاة، وبخاصة المتبدئون منهم؛ ليجلسوا إلى العلماء، ويستفيدوا من كل ذي خبرة؛ فيتربون على الأدب وحسن السمت، يتلقون من علماء ربانيين، فقهاء عاملين، لا يقصدون إلى استكثار الأتباع، ولا منافسة ذوي الرئاسات، أو مزاحمة أصحاب الزعامات، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.