للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإنسان وبين محبوبه " (١). وما يقوله ابن قدامة يتفق مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «الندم توبة (٢)» هذا الندم يتولد عنه العزم للإقلاع عن المعصية.

ويقول ابن عاشور في تفسيره:

" لما كانت التوبة رجوعا من التائب إلى الطاعة، ونبذا للعصيان، وكان قبولها رجوعا من المتوب إليه إلى الرضى، وحسن المعاملة، وصف بذلك رجوع العاصي عن العصيان ورجوع المعصي عن العقاب، فقالوا: تاب فلان لفلان فتاب عليه؛ لأنهم ضمنوا الثاني معنى عطف ورضي، فاختلاف مفادي هذا الفعل باختلاف الحرف الذي يتعدى به، وكان أصله مبنيا على المشاكلة ".

ويرى ابن عاشور: أن التوبة تتركب من علم، وحال، وعمل، فالعلم: هو معرفة الذنب، والحال: هو تألم النفس من ذلك الضرر، ويسمى ندما، والعمل: هو الترك للإثم، وتدارك ما يمكن تداركه، وهو المقصود من التوبة، وأما الندم فهو الباعث على العمل، كما جاء في الحديث «الندم توبة (٣)».

فإذا أردنا أن نتعرف على ما يقوله صاحب التعريفات بشأن التوبة نراه يقسمها إلى قسمين: التوبة فقط، والتوبة النصوح.

ويعرف الأولى: بالرجوع إلى الله بحل عقدة الإصرار عن القلب


(١) المغني لابن قدامة، ١٤/ ١٩٢
(٢) سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٥٢)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٧٦).
(٣) راجع تفسير ابن عاشور، ١/ ٤٣٨