للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا شك أن صاحب التعريفات قد أضاف إلى ما ذكره العلماء من تعريفات التوبة: الوجوب، والفورية، ولقد جاءت آيات كثيرة في كتاب الله تدل على وجوب التوبة، من ذلك: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا} (١)، وقوله أيضا: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (٢). وأما عن الفورية فقوله تعالى: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} (٣).

قال ابن عباس والسدي: معناه قبل المرض والموت، وروي عن الضحاك أنه قال: كل ما كان قبل الموت فهو قريب.

ولقد أحسن محمود الوراق حيث قال:

قدم لنفسك توبة مرجوة ... قبل الممات وقبل حبس الألسن

بادر بها غلق (٤) النفوس فإنها ... ذخر وغنم للمنيب المحسن

وقد روى الترمذي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر (٥)». ومعنى ما لم يغرغر: ما لم


(١) سورة هود الآية ٣
(٢) سورة هود الآية ٥٢
(٣) سورة النساء الآية ١٧
(٤) يقال: غلق الرهن إذا لم يقدر على افتكاكه. يريد: بادر بالتوبة قبل ضياع الفرصة
(٥) الحديث أخرجه الترمذي في الدعوات ٩٨، وابن ماجه في الزهد ٣٠، وصاحب الموطأ في الحدود ٢، وأحمد بن حنبل في المسند، ٢/ ١٩٢، ٤٢٥